وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله رواه مسلم في صحيحه.
وقال- أيضا- عليه الصلاة والسلام: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا رواه مسلم أيضا.
وفي الصحيحين عن معاوية- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من يرد الله به خيرا يفقهه في
الدين والآيات والأحاديث في الدعوة إلى نشر العلم وترغيب الناس في ذلك والتحذي ر من الإعراض وكتمان العلم كثيرة.
أما ما يقع عند القبور من أنواع الشرك والبدع في بلدان كثيرة فهو أمر معلوم وجدير بالعناية
والبيان
والتحذير
منه، فمن ذلك دعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم،
وطلب شفاء المرضى، والنصر على الأعداء،
ونحو ذلك، وهذا كله من الشرك الأكبر الذي كان عليه أهل الجاهلية
أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متفق على صحته من حديث عائشة - رضي الله عنها- وفي صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه-
عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك
فأوضح صلى الله عليه وسلم،
في هذين الحديثين وما جاء في معناهما: أن اليهود والنصارى كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، فحذر أمته من التشبه بهم باتخاذها مساجد، والصلاة عندها، والعكوف عندها، والقراءة عندها؟
لأن هذا كله من وسائل الشرك.
ومن ذلك: البناء عليها، واتخاذ القباب والستور عليها.
فكل ذلك من وسائل الشرك والغلو في أهلها. كما قد وقع ذلك من اليهود والنصارى ومن جهال هذه الأمة،
حتى عبدوا أصحاب القبور،
وذبحوا لهم، واستغاثوا بهم،
ونذروا لهم،
وطلبوا منهم شفاء المرضى،
والنصر على الأعداء.
كما يعلم ذلك من عرف ما يفعل عند قبر الحسين،
والبدوي،
والشيخ عبد القادر الجيلاني،
وابن عربي
وغيرهم من أنواع الشرك الأكبر،
والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وقد صح عن رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، أنه نهى عن تجصيص القبور،
والقعود عليها،
والبناء عليها،
والكتابة عليها،
وما ذاك إلا لأن تجصيصها والبناء عليها من وسائل الشرك الأكبر بأهلها.
فالواجب
على جميع المسلمين حكومات وشعوبا الحذر من هذا الشرك ومن هذه البدع،
وسؤال أهل العلم المعروفين بالعقيدة الصحيحة،
والسير عن منهج سلف الأمة عما أشكل عليهم من أمور دينهم حتى يعبدوا الله على بصيرة،
عملا بقول الله-
عز وجل-:
فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ،
وقوله صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
ومعلوم أن العباد لم يخلقوا عبثا وإنما خلقوا لحكمة عظيمة وغاية شريفة، وهي عبادة الله وحده دون كل ما سواه كما
قال- عز وجل-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ
ولا سبيل إلى معرفة هذه العبادة إلا بتدبر الكتاب العظيم والسنة المطهرة.
ومعرفة ما أمر الله به ورسوله من أنواع العبادة وسؤال أهل العلم عما
أشكل في ذلك. وبذلك تعرف عبادة الله- سبحانه وتعالى- التي خلق
العباد من أجلها، وتؤدى على الوجه الذي شرعه الله، وهذا هو السبيل
الوحيد إلى مرضاة الله- سبحانه- والفوز بكرامته، والنجاة من غضبه وعقابه.
وفق الله المسلمين لكل ما فيه رضاه،
ومنحهم الفقه في دينه وولى عليهم خيارهم وأصلح قادتهم،
ووفق علماء المسلمين لأداء ما يجب عليهم من الدعوة والتعليم، والنصح والتوجيه إنه جواد كريم.
ومن أنواع الشرك الحلف بغير الله كالحلف بالأنبياء
، وبرأس فلان،
وحياة فلان،
والحلف بالأمانة والشرف،
وقد صح عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
أنه قال: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متفق على صحته.
وقوله صلى الله عليه وسلم: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك رواه الإمام أحمد عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- بإسناد صحيح.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح من حديث ابن عمر- رضي الله عنهما-
وقال، عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منا
وقال أيضا، عليه الصلاة والسلام: لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون
والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
والحلف بغير الله من الشرك الأصغر، وقد يفضي إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد تعظيمه مثل تعظيم الله، أو أنه ينفع ويضر دون الله، أو أنه يصلح لأن يدعى أو يستغاث به.
****
ومن هذا الباب قول:
ما شاء الله وشاء فلان ولولا الله وفلان. وهذا من الله وفلان. وهذا كله من الشرك الأصغر لقول النبي،
صلى الله عليه وسلم:
لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء فلان وبهذا يعلم أنه لا حرج بأن يقول: لولا الله ثم فلان، أو هذا من الله ثم فلان.. إذا كان له تسبب في ذلك.
وثبت عنه، صلى الله عليه وسلم،
أن رجلا قال له ما شاء الله وشئت فقال له صلى الله عليه وسلم أجعلتني لله ندا قل ما شاء الله وحده فدل هذا الحديث على أنه إذا
قال: ما شاء الله وحده، فهذا هو الأكمل،
وإن قال: ما شاء الله ثم شاء فلان فلا حرج جمعا بين الأحاديث والأدلة كلها،
والله ولي التوفيق.
محب الطيبين مشرف
عدد الرسائل : 22 العمر : 44 الدوله : الاردن تاريخ التسجيل : 26/04/2008
موضوع: رد على تحفة الاخوان الأربعاء أبريل 30, 2008 12:31 am
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
وجعلك الله من حماة العقيدة وثبتنا واياك على الصراط المستقيم
نادر
عدد الرسائل : 59 تاريخ التسجيل : 21/04/2008
موضوع: رد: تحفه الاخوان الجمعة مايو 02, 2008 7:00 pm
اسال الله ان يكون بميزان حسناتك امين وحسنات القارئين اللهم امين